أنتظر قليلا لتسمعها بصوت المؤلف



الجزء المطبوع في خلف كتاب الرحالة والغابة

أرى أن الله قد خـلق هذه الطـبيعة الجميـلة من أجـلي  كبشر ، ولذلك لا أسـتطيع أن أتجاهل كل ذلك وأقضي عمري

 بين أربعة جدران بعضهم يسـميها منزلاً وبعضهم يسـميها بيتاً .. وكل منهم  يريد أن يُقنـع نفسـه إنه نال من الحـياة

 أحسنها ومن العيـش أرغده .. ولقد جربتُ كل هذا .. فوجدتُ أفضل النـوم ما كان منه في ظـل شـجرة .. ووجـدتُ أرق

الهواء ما كان منه بجوار الماء .. ووجدتُ أطـيب الغـذاء هـو ما أكلته عند الجـوع .. ووجدتُ أحسـن الشـراب ما كان منه

بعـد العـطـش ووجدتُ أفضل الراحـة ما كان منها بعد التعب .. ووجـدتُ أطـيب الفاكهة ما كان منها برياً ولم يزرعـه بشـر ..

ووجـدتُ أنعـم الأضـواء هو ضـوء القمر .. ووجـدتُ الصـحة في الحركة .. ووجدتُ الحرية في الترحـال .. ووجدتُ السـعادة

في راحـة البـال .. ووجـدتُ راحـة البـال في الخـلوة مـع نفسي .. ووجـدتُ نفسي داخـل الغابات الاستوائية .. ولكنني

لم أجد بعـد الإنسـان في حالته التي خلقـه الله عليها وليس الإنسـان الذي أفرغـته المدنية من جـوهـره .. فما زلتُ

أبحـث عن ذلـك الإنسان البسيط في صورته الأولى .. فربما أجـد ذلـك الإنسـان هنــاك في قبـائل الـ ( يانـومامي ) في

 عمـق أدغال أمـزونيـا .. والغـريب في  هـذا الأمر إن كلمة (يانـومـامي ) في لغـتهم الأصليـة تعني .. إنســان


 

 

 

 

 أضغط هنا لترسل رأيك لإدارة الموقع